تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ فَمَن يَهۡدِي مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (29)

وإذا علم من هذا المثال أن من اتخذ من دون اللّه شريكا يعبده ويتوكل عليه في أموره ، فإنه ليس معه من الحق شيء فما الذي أوجب له الإقدام على أمر باطل توضح له بطلانه وظهر برهانه ؟ [ لقد ]{[650]} أوجب لهم ذلك اتباع الهوى فلهذا قال : { بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } هويت أنفسهم الناقصة التي ظهر من نقصانها ما تعلق به هواها ، أمرا يجزم العقل بفساده والفطر برده بغير علم دلهم عليه ولا برهان قادهم إليه .

{ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ } أي : لا تعجبوا من عدم هدايتهم فإن اللّه تعالى أضلهم بظلمهم ولا طريق لهداية من أضل اللّه لأنه ليس أحد معارضا للّه أو منازعا له في ملكه .

{ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ } ينصرونهم حين تحق عليهم كلمة العذاب ، وتنقطع بهم الوصل والأسباب .


[650]:- زيادة من ب.
 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ فَمَن يَهۡدِي مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (29)

قوله تعالى : " بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم " لما قامت عليهم الحجة ذكر أنهم يعبدون الأصنام باتباع أهوائهم في عبادتها وتقليد الأسلاف في ذلك . " فمن يهدي من أضل الله " أي لا هادي لمن أضله الله تعالى . وفي هذا رد على القدرية . " وما لهم من ناصرين " .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{بَلِ ٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَهۡوَآءَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ فَمَن يَهۡدِي مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (29)

قوله : { بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي ما أشرك هؤلاء المشركون في عبادة الله آلهة وأندادا أخرى إلا لظلمهم أنفسهم واتباعهم أهواءهم . فهم لا يعقلوا الآيات ولم يتدبروا الحجج والبرهان ولم يتفكروا تمام التفكر وإنما اتبعوا في ذلك أهواءهم الضالة العمياء .

قوله : { فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ } من ذا الذي يسدّد للرشاد ويوفق للإسلام ويهدي للحق والصواب ، من أضله الله فليس له من هاد سوى الله { وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ } أي ليس لمن أضله الله من ناصر ينصره فيستنقذه من الخسران وسوء المصير . {[3604]}


[3604]:فتح القدير ج 3 ص 212/223، وتفسير الطبري ج 21 ص 24-26 وتفسير ابن كثير ج 3 ص 431.