قوله تعالى : " يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا " " يوم " بدل من " يوم " الأول . والمولى : الولي وهو ابن العم والناصر . أي لا يدفع ابن عم عن ابن عمه ، ولا قريب عن قريبه ، ولا صديق عن صديقه . " ولا هم ينصرون " أي لا ينصر المؤمن الكافر لقرابته . ونظير هذه الآية : " واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا " {[13751]} [ البقرة : 48 ] الآية .
ولما ذكر هذا اليوم الذي دل على عظمته بهذه العبارة إفراداً وتركيباً ، ذكر من وصفه ما يحمل على الخوف والرجاء ، فقال مبدلاً منه : { يوم لا يغني } بوجه من الوجوه { مولى } بقرابة أو غيرها بحلف أو رق من أعلى أو أسفل { عن مولى } أريد أخذه بما وقع منه { شيئاً } {[57641]}من الإغناء . ولما كان الإغناء تارة يكون بالرفق وأخرى بالعنف ، صرح بالثاني{[57642]} لأنه أعظمهما{[57643]} والسياق للإهلاك والقهر فقال : { ولا هم } أي القسمان { ينصرون * } أي من{[57644]} ناصر ما لو أراد بعضهم نصرة بعض ، أو أراد غيرهم لو فرض أن ينصرهم ، وعبر بالجمع الذي أفاده الإبهام للمولى ليتناول {[57645]}القليل والكثير{[57646]} منه ؛ لأن النفي عنه نفي عن الأفراد من باب الأولى .
قوله : { يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا } { يوم } منصوب على البدل من { يوم } الأول{[4172]} والمولى ، معناه ابن العم ، والناصر ، والجار ، والحليف{[4173]} يعني في يوم الفصل ، الذي يقضي فيه الله بين العباد لا يغني قريب عن قريبه ، ولا صديق عن صديقه ، ولا صاحب عن صاحبه شيئا من البلاء أو العذاب ، إنه في هذا اليوم المخوف المذهل لا تملك نفس لنفس شيئا { ولا هم ينصرون } لا ينصر أحد غيره ، ولا يجزي عنه من الله شيئا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.