السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَوۡمَ لَا يُغۡنِي مَوۡلًى عَن مَّوۡلٗى شَيۡـٔٗا وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (41)

وقوله تعالى : { يوم لا يغني } أي : بوجه من الوجوه بدل من يوم الفصل ، أو منصوب بإضمار أعني ، أو صفة لميقاتهم ، ولا يجوز أن ينتصب بالفصل نفسه لما يلزم من الفصل بينهما بأجنبي وهو ميقاتهم { مولى } أي : من قرابة أو غيرها { عن مولى } بقرابة أو غيرها أي : لا يدفع عنه { شيئاً } من الأشياء كثر أو قل { ولا هم } أي : القسمان { ينصرون } أي : ليس لهم ناصر يمنعهم من عذاب الله تعالى .

تنبيه : المولى إما في الدين ، أو في النسب ، أو العتق ، وكل هؤلاء لا يسمون بالمولى فلما لم تحصل النصرة منهم فأن لا تحصل ممن سواهم أولى ، ونظير هذه الآية قوله تعالى : { واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً } ( البقرة ، 48 ) إلى قوله تعالى { ولا هم ينصرون } ( البقرة : 48 ) وقال الواحدي : المراد بقوله تعالى : { مولى عن مولى } الكفار ؛ لأنه ذكر بعده المؤمن فقال تعالى : { إلا من رحم الله } .