الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَوۡمَ لَا يُغۡنِي مَوۡلًى عَن مَّوۡلٗى شَيۡـٔٗا وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (41)

ثم قال تعالى : { يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا } ( يوم ) بدل من ( يوم ) الأول{[62233]} . ومعناه إن يوم لا يغني ولي عن ولي شيئا وقت لجميع الخلق يجتمعون فيه للفصل{[62234]} بينهم ، أي : يوم{[62235]} لا يدفع ابن عم عن ابن عم ، ولا صاحب عن صاحب شيئا{[62236]} من العذاب .

{ ولا هم ينصرون } أي : ولا ينصرهم أحد مما حل بهم من النقمة بكفرهم .

قال قتادة : ( انقطعت الأسباب يومئذ يا ابن آدم ، وصار{[62237]} الناس يومئذ{[62238]} إلى أعمالهم ، فمن أصاب يومئذ/ خيرا سعد{[62239]} به ، ومن أصاب يومئذ شرا شقي{[62240]} به ){[62241]} .

والمولى والولي في اللغة : الناصر .

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من كنت مولاه فعلي مولاه " {[62242]} في تفسيره ثلاثة أقوال :

- أحدها : إن معناه : من كنت أتولاه فعلي يتولاه .

- والثاني : من كان ( يتولاني ، يتولاه ){[62243]} علي .

- والثالث : إنه كان قوله ذلك{[62244]} في سبب ، وذلك أن أسامة بن زيد{[62245]} قال لعلي : لست مولاي ، إنما مولاي رسول الله صلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كنت مولاه فعلي مولاه " .


[62233]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/657، وإعراب النحاس 4/133، والبيان في غريب إعراب القرآن 2/360، وجامع القرطبي 16/148، وكمال البيان (5).
[62234]:(ح): (الفصل).
[62235]:ساقط من (ح).
[62236]:(ت): (شيء).
[62237]:(ت): (وسار) وما في (ح) موافق لما في جامع البيان 25/77.
[62238]:ساقط من (ح).
[62239]:(ت): (أسعد).
[62240]:(ح): (شقا).
[62241]:انظر جامع البيان 25/77.
[62242]:أخرجه أحمد 5/347، والحاكم 3/110 كلاهما بلفظه عن بريدة الأسلمي. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي في التلخيص 3/110، ورمز السيوطي في الجامع الصغير لحديث بريدة بالحسن 2/181 و182، وصحيح الألباني هذا الحديث في صحيح الجامع الصغير 2/1112 ح 6524. وأخرج أحمد أيضا هذا الحديث بلفظه عن علي بن أبي طالب 1/84 و118 و119 و152 وعن البراء بلفظه كذلك 4/281.
[62243]:(ح): (يتولى أي تولاه).
[62244]:فوق السطر في (ت).
[62245]:هو أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي أبو محمد، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحاب مشهور، روى عنه ابن عباس وعروة وخلق توفي سنة 54 هـ. انظر الإصابة 1/31 ت 89، وتهذيب التهذيب 1/208 ت 391.