ثم وصف سبحانه ذلك اليوم فقال : { يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا } بدل من يوم الفصل أو منتصب بفعل يدل عليه الفصل ، أي يفصل بينهم يوم لا يغني ، والمعنى أنه لا ينفع قريب قريبا ، ولا يدفع عنه شيئا .
ويطلق المولى على الولي ، وهو القريب والناصر ، وفي المختار المولى المعتق والمعتق وابن العم والناصر والجار ، والحليف ، أي لا يدفع ابن عم عن ابن عمه ولا صديق عن صديقه شيئا ، ومولى الأول مرفوع بالفاعلية ، والثاني مجرور بعن ، وإعرابهما إعراب المقصور كفتى وعصا ورحى ، والمراد بالمولى الثاني الكافر ، وبالأول المؤمن ، أي لا يغني مولى مؤمن عن مولى كافر شيئا فهذه نظير قوله تعالى { واتّقُوا يوْمًا لا تجْزِي نفْسٌ عنْ نفْسٍ شيْئًا } الآية .
{ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } الضمير راجع إلى المولى وإن كان مفردا في اللفظ ؛ لأنه في المعنى جمع نكرة في سياق النفي ، وهو من صيغ العموم ، أي ولا هم يمنعون من عذاب الله ، والجملة توكيد لما قبلها ، فالمعنى لا ينصر المؤمن الكافر ، ولو كان بينهما في الدنيا علقة من قرابة أو صداقة أو غيرهما ، كما أشار له القرطبي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.