الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَوۡمَ لَا يُغۡنِي مَوۡلًى عَن مَّوۡلٗى شَيۡـٔٗا وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (41)

قوله : { يَوْمَ لاَ يُغْنِي } : يجوزُ أَنْ يكونَ بدلاً من " يومَ الفصل " أو بياناً عند مَنْ لا يَشْتَرِط المطابقةَ تعريفاً وتنكيراً ، وأَنْ يكونَ منصوباً بإضمار أَعْني . وأَنْ يكونَ صفةً ل " مِيقاتُهم " ولكنه بُنِي . قاله أبو البقاء . وهذا لا يتأتَّى عند البَصْريين لإِضافتِه إلى مُعْرَبٍ . وقد تقدَّمَ آخرَ المائدة ، وأَنْ يَنْتَصِبَ بفعلٍ يَدُلُّ عليه " يومَ الفَصْلِ " أي : يَفْصِلُ بينهم يومَ لا يُغْني . ولا يجوز أَنْ ينتصِبَ بالفصلِ نفسِه لِما يَلْزَمُ مِنْ الفَصْلِ بينهما بأجنبيّ وهو " ميقاتُهم " ، و " الفَصْل " مصدر لا يجوز فيه ذلك . وقال أبو البقاء : " لأنَّه قد أُخْبر عنه " ، وفيه تَجَوُّزٌ فإنَّ الإِخبارَ عَمَّا أُضِيْفَ إلى الفَصْلِ لا عن الفَصْلِ .

قوله : " ولا هم " جُمِع الضميرُ عائداً به على " مَوْلَى " ، وإنْ كان مفرداً ؛ لأنه قَصَدَ معناه فجُمِعَ ، وهو نكرةٌ في سِياق النفيِ فَعَمَّ .