فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَوۡمَ لَا يُغۡنِي مَوۡلًى عَن مَّوۡلٗى شَيۡـٔٗا وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (41)

{ يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون( 41 )إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم( 42 ) } .

يوم يفصل الواحد القهار بين العباد لا يدفع حبيب عن حبيبه ولا قريب عن قريبه أيّ دفع ، ولا يغني عنه ، ولا يعينه على تخطي الكربات وما هو ملاقيه ، ولا ينصره مما هو فيه ؛ ومهما كانت القرابات قريبة فإن أحدا لا ينفع ، إلا من رحمه البر الرحيم العزيز الكريم .

شهد الله أن الأب لا ينفع ابنه ، ولا ينفع الابن أباه ، إلا أهل ولاية الله : { . . واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا }{[4468]} بل يتنافرون ويتناكرون

{ يوم يفر المرء من أخيه . وأمه وأبيه . وصاحبته وبنيه }{[4469]} ، { . . يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه . وصاحبته وأخيه . وفصيلته التي تؤويه . ومن في الأرض جميعا . . }{[4470]}

[ ويعلم من نفي إغناء المولى نفي إغناء غيره من باب أولى ] {[4471]} .

[ لا يُمنع من العذاب إلا من رحمه الله تعالى ، وذلك بالعفو عنه وقبول الشفاعة فيه ] ]{[4472]} .

[ . . لا يغني قريب عن قريب إلا المؤمنين فإنه يؤذن لهم في شفاعة بعضهم لبعض .

{ إنه هو العزيز الرحيم }أي المنتقم من أعدائه ، الرحيم بأوليائه ، كما قال : { . . شديد العقاب ذي الطول . . } {[4473]} فقرن الوعد بالوعيد ] {[4474]} .


[4468]:سورة لقمان من الآية 33.
[4469]:سورة عبس الآيات:36،35،34.
[4470]:سورة المعارج من الآية 11،والآيتان: 13،12 ومن الآية 14.
[4471]:. ما بين العارضتين أورده صاحب روح المعاني.
[4472]:سورة غافر. من الآية 3.
[4473]:ما بين العارضتين أورده صاحب الجامع لأحكام القرآن.
[4474]:?????