تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (141)

ثم قال تعالى : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

تقدم تفسيرها ، وكررها ، لقطع التعلق بالمخلوقين ، وأن المعول عليه ما اتصف به الإنسان ، لا عمل أسلافه وآبائه ، فالنفع الحقيقي بالأعمال ، لا بالانتساب المجرد للرجال .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (141)

124

وحين يصل السياق إلى هذه القمة في الافحام ، وإلى هذا الفصل في القضية ، وإلى بيان ما بين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وبين اليهود المعاصرين من مفارقة تامة في كل اتجاه . . عندئذ يعيد الفاصلة التي ختم بها الحديث من قبل عن إبراهيم وذريته المسلمين :

( تلك أمة قد خلت . لها ما كسبت ولكم ما كسبتم . ولا تسألون عما كانوا يعملون ) . .

وفيها فصل الخطاب ، ونهاية الجدل ، والكلمة الأخيرة في تلك الدعاوى الطويلة العريضة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (141)

ثم قال تعالى : { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ } أي : قد مضت { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ } أي : لهم أعمالهم ولكم أعمالكم { وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } وليس يغني عنكم انتسابكم إليهم ، من غير متابعة منكم لهم ، ولا تغتروا بمجرد النسبة إليهم حتى تكونوا مثلهم منقادين لأوامر الله واتباع رسله ، الذين بعثوا مبشرين ومنذرين ، فإنه من كفر بنبي واحد فقد كفر بسائر الرسل ، ولا سيما من كفر بسيد الأنبياء ، وخاتم المرسلين ورسول رب العالمين إلى جميع الإنس والجن من سائر المكلفين ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر أنبياء الله{[2865]} أجمعين{[2866]} .


[2865]:في جـ: "وعلى سائر أنبيائه".
[2866]:في أ: "أجمعين أبدا دائما إلى يوم الدين ورضي الله تعالى عن أصحابه وأصحابهم المتبعين إلى يوم الحشر واليقين".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (141)

{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ( 141 )

وقوله تعالى : { تلك أمة } الآية ، كررها عن قرب لأنها تضمنت معنى التهديد والتخويف ، أي إذا كان أولئك الأنبياء على إمامتهم وفضلهم يجازون بكسبهم فأنتم أحرى ، فوجب التأكيد ، فلذلك كررها ، ولترداد ذكرهم أيضاً في معنى غير الأول( {[1332]} ) .


[1332]:- عطف على قوله: لأنها تضمنت معنى التهديد والتخويف، فهي علة بعد علة، والمعنى أن تكرار هذه الآية له سببان- الأول ما تتضمنه من التهديد والتخويف وذلك يقتضيه المقام- والثاني اختلاف الأقوال والسياق، فهي أولا: جاءت إثر ما حكي من وصية إبراهيم بنيه، يعني فليس لكم ثواب فعل تلك الأمة ولا عليكم عقابه- وثانيا: لما ذكر ادعاءهم اليهودية والنصرانية لآبائهم أعاد ذلك أيضا بقصد التأكيد والتنبيه، وهذا كله على رجوع الإشارة إلى إبراهيم ومن معه، والله أعلم فقول ابن عطية: "وترداد ذكرهم". أي الأنبياء.