تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

{ 7 - 17 } { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }

يقول تعالى : { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ } [ وهذا شامل لكل فاجر ] من أنواع الكفرة والمنافقين ، والفاسقين { لَفِي سِجِّينٍ }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

وقد سماهم المطففين في المقطع الأول . فأما في المقطع الثاني فيسميهم الفجار . إذ يدخلهم في زمرة الفجار ، ويتحدث عن هؤلاء . يتحدث عن اعتبارهم عند الله ، وعن حالهم في الحياة . وعما ينتظرهم يوم يبعثون ليوم عظيم .

كلا ! إن كتاب الفجار لفي سجين . وما أدراك ما سجين ? كتاب مرقوم . ويل يومئذ للمكذبين : الذين يكذبون بيوم الدين ؛ وما يكذب به إلا كل معتد أثيم ، إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين . كلا ! بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون . كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون . ثم إنهم لصالو الجحيم . ثم يقال : هذا الذي كنتم به تكذبون . .

إنهم لا يظنون أنهم مبعوثون ليوم عظيم . . فالقرآن يردعهم عن هذا ويزجرهم ، ويؤكد أن لهم كتابا تحصى فيه أعمالهم . . ويحدد موضعه زيادة في التوكيد . ويوعدهم بالويل في ذلك اليوم الذي يعرض فيه كتابهم المرقوم : ( كلا . إن كتاب الفجار لفي سجين . وما أدراك ما سجين ? كتاب مرقوم . ويل يومئذ للمكذبين ) ! .

والفجار هم المتجاوزون للحد في المعصية والإثم . واللفظ يوحي بذاته بهذا المعنى . وكتابهم هو سجل أعمالهم . ولا ندري نحن ماهيته ولم نكلف هذا . وهو غيب لا نعرف عنه إلا بمقدار ما يخبرنا عنه صاحبه ولا زيادة - فهناك سجل لأعمال الفجار يقول القرآن : إنه في سجين .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

يقول : حقا { إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } أي : إن مصيرهم ومأواهم لفي سجين - فعيل من السَّجن ، وهو الضيق - كما يقال : فسّيق وشرّيب وخمّير وسكّير ، ونحو ذلك .

ولهذا عظم أمره فقال : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ } ؟

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

كلا ردع عن التطفيف والغفلة عن البعث والحساب إن كتاب الفجار ما يكتب من أعمالهم أو كتابة أعمالهم لفي سجين كتاب جامع لأعمال الفجرة من الثقلين كما قال .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

هذه الآية وما بعدها بظهر أنها من نمط المكي ، وهذا أحد الأقوال التي ذكرناها قبل ، و { كلاّ } يجوز أن يكون ردّاً لأقوال قريش ، ويحتمل أن يكون استفتاحاً بمنزلة «ألا » ، وهذا قول أبي حاتم واختياره ، و { الفجار } الكفار ، وكتابهم يراد فيه الذي فيه تحصيل أمرهم وأفعالهم ، ويحتمل عندي أن يكون المعنى وعدادهم وكتاب كونهم هو في سجين ، أي هنالك كتبوا في الأزل ، وقرأ أبو عمرو والأعرج وعيسى : { الفجار } بالإمالة و { الأبرار } [ المطففين : 18 ] بالفتح قاله أبو حاتم ، واختلف الناس في : { سجّين } ما هو ؟ فقال الجمهور : هو فعيل من السجن كسكير وشريب أي في موضع ساجن ، فجاء بناء مبالغة ، قال مجاهد : وذلك في صخرة تحت الأرض السابعة ، وقال كعب حاكياً عن التوراة وأبيّ بن كعب : هو في شجرة سوداء هنالك ، وقيل عن النبي صلى الله عليه وسلم : في بئر : هنالك{[11681]} وقيل تحت خد{[11682]} إبليس ، وقال عطاء الخرساني : هي الأرض السفلى ، وقاله البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال عكرمة : { سجين } ، عبارة عن الخسران والهوان ، كما نقول : بلغ فلان الحضيض إذا صار في غاية الخمول ، وقال قوم من اللغويين : { سجين } ، عبارة عن الخسران والهوان ، كما نقول : بلغ فلان الحضيض إذا صار في غاية الخمول ، وقال قوم من اللغويين : { سجين } نونه بدل من لام هو بدل من «السجيل »


[11681]:أخرجه ابن جرير في تفسيره عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الفلق جب في جهنم مغطى، وأما سجين فمفتوح). قال ابن كثير بعد أن ذكر هذا الخبر: "وهو حديث غريب منكر لا يصح، والصحيح أن سجينا مأخوذ من السجن وهو الضيق"، ثم ذكر ما يراه دليلا على ذلك.
[11682]:في بعض الأصول: "حد إبليس" بالحاء دون نقط، وهو يوافق ما في الطبري، وفي بعضها: "خد" بالخاء المنقوطة، وهو يوافق ما في القرطبي والدر المنثور وفتح القدير.