البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

{ كلا } : ردع لما كانوا عليه من التطفيف ، وهذا القيام تختلف الناس فيه بحسب أحوالهم ، وفي هذا القيام إلجام العرق للناس ، وأحوالهم فيه مختلفة ، كما ورد في الحديث .

والفجار : الكفار ، وكتابهم هو الذي فيه تحصيل أعمالهم .

{ وسجين } ، قال الجمهور : فعيل من السجن ، كسكير ، أو في موضع ساجن ، فجاء بناء مبالغة ، فسجين على هذا صفة لموضع المحذوف .

قال ابن مقبل :

ورفقة يضربون البيض ضاحية *** ضرباً تواصت به الأبطال سجينا

وقال الزمخشري : فإن قلت : { ما سجين } ، أصفة هو أم اسم ؟ قلت : بل هو اسم علم منقول من وصف كحاتم ، وهو منصرف لأنه ليس فيه إلا سبب واحد وهو التعريف . انتهى .