فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ} (7)

{ كلا } هي للردع والزجر للمطففين الغافلين عن البعث وما بعده أو بمعنى حقا . ثم استأنف فقال { إن كتاب الفجار } أظهر في موضع الإضمار تعميما وتعليقا للحكم بالوصف ، يعني أن كتب أعمال الكفار { لفي سجين } وهو ما فسره به سبحانه من قوله :

{ وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم } فأخبر بهذا أنه كتاب مرقوم أي مسطور ، قيل هو كتاب جامع لأعمال الشر الصادرة من الشياطين والكفرة والفسقة ، ولفظ سجين علم به .

وقال قتادة وسعيد بن جبير ومقاتل وكعب : أنه صخرة تحت الأرض السابعة تقلب فيجعل كتاب الفجار تحتها وبه قال مجاهد فيكون في الكلام على هذا القول مضاف محذوف ، والتقدير محل كتاب مرقوم ، وقال أبو عبيدة والأخفش والمبرد والزجاج : لفي حبس وضيق شديد ، والمعنى كأنهم في حبس جعل ذلك دليلا على خساسة منزلتهم وهوانهم .