ولما أنهى {[72154]}سبحانه ما أراد{[72155]} من تعظيم ذلك اليوم-{[72156]} والتعجيب ممن لم يفده براهينه أن يجوزه والإنكار عليه ، وكان مع ما فيه من التقريع مفهماً للتقرير ، نفى بأداة الردع للمبالغة في النفي مضمون ما وقع الاستفهام عنه فقال : { كلا } {[72157]}أي لا{[72158]} يظن أولئك ذلك بوجه من الوجوه لكثافة طباعهم ووقوفهم{[72159]} مع المحسوس دأب البهائم بل لا يجوزونه ، ولو جوزوه لما وقعوا في ظلم أحد من يسألون عنه في ذلك اليوم المهول ، وما أوجب لهم الوقوع في الجرائم إلا الإعراض عنه ، وقال الحسن رحمه الله تعالى{[72160]} : هي بمعنى حقاً متصلة{[72161]} بما بعدها{[72162]} - انتهى . وهي مع ذلك مفهمة للردع الذي ليس بعده ردع عن اعتقاد مثل ذلك والموافقة لشيء مما يوجب الخزي فيه .
ولما أخبر عن إنكارهم ، استأنف{[72163]} إثبات ما أنكروه على أبلغ وجه وأفظعه{[72164]} مهولاً لما{[72165]} يقع لهم من الشرور وفوات السرور ، مؤكداً لأجل إنكارهم فقال : { إن كتاب } وأظهر موضع الإضمار{[72166]} تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف فقال : { الفجار } أي صحيفة حساب هؤلاء الذين حملهم على كفرهم{[72167]} مروقهم وكذا كل من وافقهم{[72168]} في صفاتهم فكان في غاية المروق مما حقه ملابسته وملازمته ، وأبلغ في التأكيد فقال : { لفي سجين * } هو علم منقول في صيغة المبالغة{[72169]} عن وصف من-{[72170]} السجن وهو الحبس لأنه سبب الحبس في جهنم أي إنه ليس فيه أهلية الصعود إلى محل الأقداس إشارة إلى أن كتابهم إذا كان في سجن عظيم أي ضيق شديد كانوا هم في-{[72171]} أعظم ، قال ابن جرير{[72172]} : وهي الأرض السابعة - انتهى وهو يفهم-{[72173]} مع هذه الحقيقة أنهم في غاية الخسارة لأنه يقال لكل من انحط : صار تراباً ولصق بالأرض - ونحو ذلك ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.