تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّثَمُودَ} (68)

{ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا } أي : كأنهم لما جاءهم العذاب ما تمتعوا في ديارهم ، ولا أنسوا بها  ولا تنعموا بها يوما من الدهر ، قد فارقهم النعيم ، وتناولهم العذاب السرمدي ، الذي ينقطع ، الذي كأنه لم يزل .

{ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ } أي : جحدوه بعد أن جاءتهم الآية المبصرة ، { أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ } فما أشقاهم وأذلهم ، نستجير بالله من عذاب الدنيا وخزيها .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّثَمُودَ} (68)

كأنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها يقول : كأن لم يعيشوا فيها ، ولم يعمروا بها . كما :

حدثني المثنى ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : كأنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها كأن لم يعيشوا فيها .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، مثله .

وقد بيّنا ذلك فيما مضى بشواهده فأغني ذلك عن إعادته .

وقوله : ألا أنّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبّهُمْ يقول : ألا إن ثمود كفروا بآيات ربهم فجحدوها . ألا بُعْدا لِثَمُودَ يقول : ألا أبعد الله ثمود لنزول العذاب بهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّثَمُودَ} (68)

و { يغنوا } مضارع من غني في المكان إذا أقام فيه في خفض عيش{[6412]} وهي المغاني : وقرأ حمزة وحده : «ألا ان ثمود » وكذلك في الفرقان والعنكبوت والنجم{[6413]} ، وصرفها الكسائي كلها . وقوله : { ألا بعداً لثمود } واختلف عن عاصم : فروى عنه حفص ترك الإجراء{[6414]} كحمزة ، وروى عنه أبو بكر إجراء الأربعة وتركه في قوله : { الا بعداً لثمود } وقرأ الباقون : «ألا إن ثموداً » فصرفت «ألا بعدا لثمود » غير مصروف ؛ والقراءتان فصيحتان ؛ وكذلك صرفوا في الفرقان والعنكبوت والنجم{[6415]} .


[6412]:-خفض العيش: لينه وسهولته.
[6413]:- أما في "الفرقان" ففي الآية (38)، وأما في "العنكبوت" ففي الآية (38)، وأما في "النجم" ففي الآية (51).
[6414]:- الإجراء هو: الصرف، قال في القاموس: "المجازي: أواخر الكلم"، قال الشارح: وذلك لأن حركات الإعراب والبناء إنما تكون هنالك، فسميت بذلك لأن الصوت يبتدئ بالجريان في حروف الوصل منها.
[6415]:- حجة من صرف أمران: أحدهما: أنه جعل (ثمود) اسم حي أو رئيس فصرفه، والآخر: أنه جعله "مفعولا" من الثّمد هو الماء القليل فصرفه. وحجة من لم يصرفه أنه جعله اسما للقبيلة، فاجتمع فيه علّتان فرعيّتان منعتاه من الصرف: إحداهما: التأنيث الذي هو فرع للتذكير، والأخرى: التعريف الذي هو فرع للتنكير. والقُراء مختلفون في "ثمود" وما شاكله من الأسماء الأعجمية، وأكثرهم يتبع سواد النحويين، فما كان فيه ألف صرفوه، وما كان بغير ألف منعوه من الصرف.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّثَمُودَ} (68)

معنى { كأنْ لم يغنوا فيها } كأن لم يقيموا .

وتقدّم شعيب في الأعراف .

وقرأ الجمهور « ألا إنّ ثموداً » بالتنوين على اعتبار ثمود اسم جَدّ الأمة . وقرأه حمزة ، وحفص عن عاصم ، ويعقوب ، بدون تنوين على اعتباره اسماً للأمّة أو القبيلة . وهما طريقتان مشهورتان للعرب في أسماء القبائل المسمّاة بأسماء الأجداد الأعلين .

وتقدّم الكلام على { بُعداً } في قصة نوح { وقيل بعداً للقوم الظالمين } [ هود : 44 ] .