فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّثَمُودَ} (68)

{ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا } أي : كأنهم لم يقيموا في بلادهم أو ديارهم ، والجملة في محل نصب على الحال والتقدير : مماثلين لمن لم يوجد ولم يقم في مقام قط { إِلا إن ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ } وضع الظاهر موضع المضمر ؛ لزيادة البيان ، وصرح بكفرهم مع كونه معلوماً تعليلاً للدعاء عليهم بقوله : { أَلاَ بُعْدًا لثَمُودَ } وقرأ الكسائي بالتنوين . وقد تقدم تفسير هذه القصة في الأعراف بما يحتاج إلى مراجعته ليضم ما في إحدى القصتين من الفوائد إلى الأخرى .