فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّثَمُودَ} (68)

{ كأن لم يغنوا فيها } أي كأنهم لم يقيموا في بلادهم أو ديارهم ولم يعيشوا فيها ولم يعمروا ولم ينعموا ، والتقدير مماثلين لمن لم يوجد ولم يقم في مقام قط ، يقال غنيت بالمكان إذا أتيته وأقمت فيه .

{ ألا إن ثمودا كفروا ربهم } وضع الظاهر موضع المضمر لزيادة البيان وصرح بكفرهم مع كونه معلوما تعليلا للدعاء عليهم بقوله { ألا بعدا لثمود } بالصرف وتركه قراءتان سبعيتان على معنى الحي والقبيلة وقد تقدم تفسير هذه القصة في الأعراف بما يحتاج إلى مراجعته ليضم ما في إحدى القصتين من الفوائد إلى الأخرى .