اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كَأَن لَّمۡ يَغۡنَوۡاْ فِيهَآۗ أَلَآ إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُواْ رَبَّهُمۡۗ أَلَا بُعۡدٗا لِّثَمُودَ} (68)

ثم قال تعالى : { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ } كأنَّهُم لم يُوجدوا . والمغنى المقام الذي يقيمُ الحي فيه يقال : غني الرَّجُلُ بمكان كذا إذا أقام به .

قوله : { أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ } قرأ حمزة{[18867]} وحفص هنا { أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ } ، وفي الفرقان : { وَعَاداً وَثَمُودَاْ } [ الآية : 38 ] وفي العنكبوت : { وَعَاداً وَثَمُودا وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُم } } [ الآية : 37 ] ، وفي النجم : { وَثَمُودا فَمَآ أبقى } [ الآية : 51 ] جميعُ ذلك بمنع الصرف ، وافقهم أبو بكر على الذي في النَّجْم .

وقوله : { أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ } منعه القراء الصرفَ إلاَّ الكسائيَّ فإنَّهُ صرفه{[18868]} ، وقد تقدَّم أنَّ من منع الصرف جعله اسماً للقبيلةِ ، ومن صرف جعله اسماً للحيِّ ، أو إلى الأبِ الأكبرِ ؛ وأنشد على المنع : [ الوافر ]

ونَادَى صالحٌ يَا ربِّ أنْزِلْ *** بآلِ ثمُودَ مِنْكَ غداً عَذَابَا{[18869]}

وأنشد على الصَّرف قوله : [ الطويل ]

دَعَتْ أمُّ عَمْرٍو أمْرَ شرٍّ عَلِمْتُهُ *** بأرْضِ ثمُودٍ كُلِّهَا فأجَابَهَا{[18870]}

وقد تقدَّم الكلامُ على اشتقاق هذه اللفظة في سورةِ الأعراف .


[18867]:ينظر: الحجة 4/354 وإعراب القراءات السبع 1/286 وحجة القراءات 344 وأيضا قرأ بها يعقوب ينظر: الإتحاف 2/129 وينظر: المحرر الوجيز 3/187 والبحر المحيط 5/241 والدر المصون 4/111.
[18868]:ينظر: الحجة 4/354 وإعراب القراءات السبع 1/288 وحجة القراءات 344 وقرأ بها أيضا الأعمش ينظر: الإتحاف 2/120 وينظر: المحرر الوجيز 3/187 والبحر المحيط 5/241 والدر المصون 4/111.
[18869]:ينظر البيت في الدر المصون 4/111.
[18870]:ينظر البيت في الدر المصون 4/112.