تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (15)

ثم توعد المكذب بهذا اليوم فقال :

{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } أي : يا حسرتهم ، وشدة عذابهم ، وسوء منقلبهم ، أخبرهم الله ، وأقسم لهم ، فلم يصدقوه ، فاستحقوا{[1323]}  العقوبة البليغة .


[1323]:- في ب: فلذلك استحقوا.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (15)

ويقال فى هذا اليوم لكل فاسق عن أمر ربه ، ومشرك معه فى العبادة غيره ، { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } أى : هلاك وحسرة فى هذا اليوم للمكذبين بالحق الذى جاء به الرسل ، وبلغوه إلى أقوامهم .

وقد تكررت هذه الآية عشر مرات فى تلك السورة الكريمة ، على سبيل الوعيد والتهديد لهؤلاء المكذبين لرسلهم ، والجاحدين لنعم خالقهم ، والويل : أشد السوء والشر ، وهو فى الأصل مصدر بمعنى الهلاك ، وكان حقه النصب بفعل من لفظه أو معناه ، إلا أنه رفع على الابتداء ، للدلالة على ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه .

وقوله { يَوْمَئِذٍ } ظرف للويل أو صفة له ، ولذا صح الابتداء به .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (15)

ثم قال معظما لشأنه : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } أي : ويل لهم من عذاب الله غدا . وقد قدمنا في الحديث أن " ويل " : واد في جهنم . ولا يصح .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ} (15)

حَمْل هذه الجملة عن نظائرها الآتية في هذه السورة يقتضي أن تُجعل استئنافاً لقصد تهديد المشركين الذين يسمعون القرآن ، وتهويل يوم الفصل في نفوسهم ليحذروه ، وهو متصل في المعنى بجملة { إِن ما تُوعَدُون لواقع } [ المرسلات : 7 ] اتصال أجزاء النظم ، فموقع جملة { ويل يومئذٍ للمكذبين } ابتداءُ الكلام ، وموقع جملة { إذا النجوم طمست } [ المرسلات : 8 ] التأخرُ ، وإنما قُدمت لتؤذن بمعنى الشرط . وقد حصل من تغيير النظم على هذا الوجه أن صارت جملة { ويل يومئذٍ للمكذبين } بمنزلة التذييل ، فحصل في هذا النظم أسلوب رائع ، ومعان بدائع . وبعض المفسرين جعل هذه الجملة جواب ( إذَا ) أي يتعلق ( إذَا ) بالاستقرار الذي في الخبر وهو { للمكذبين } . والتقدير : إذا حصل كذا وكذا حلّ الويل للمكذبين وهو كالبيان لقوله : { إن ما تُوعَدُون لواقع ، فيحصل تأكيد الوعيد ، ولا يَرِد على هذا عُرُوّ الجواب عن الفاء الرابطة للجواب لأن جواب ( إذا ) جوابٌ صوري ، وإنما هو متعلَّق ( إذا ) عومل معاملة الجواب في المعنى .

ثم إن هذه الجملة صالحة لمعنى الخبرية ولمعنى الإِنشاء لأن تركيب ( وَيْل له ) يستعمل إنشاء بكثرة .

والويل : أشد السوء والشرِّ .

وعَلى الوجه الأول يكون المُراد بالمكذبين كذبوا بالقرآن ، وعلى الوجه الثاني في معنى الجملة جميعُ الذين كذبوا الرسل وما جَاءُوهُم به ، وبذلك العموم أفادت الجملة مُفاد التذييل ، ويشمل ذلك المشركين الذين كذبوا بالقرآن والبعثثِ إذ هم المقصود من هذه المواعظ وهم الموجه إليهم هذا الكلام ، فخوطبوا بقوله : إنما توعدون لواقع .