تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (2)

وهي القيامة التي { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } أي : لا شك فيها ، لأنها قد تظاهرت عليها الأدلة العقلية والسمعية ، ودلت عليها حكمته تعالى .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (2)

وقوله - تعالى - : { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } مؤكد لما قبله ، من أن وقوع يوم القيامة حق لا ريب فيه .

وكاذبة : صفة لموصوف محذوف ، وهى اسم فاعل بمعنى المصدر . . .

أى : عندما تقع القيامة ، لا تكذبها نفس من النفوس التى كانت تجحدها فى الدنيا ، بل كل نفس حينئذ تكون مصدقة لها .

قال القرطبى : قوله : { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } الكاذبة مصدر بمعنى الكذب ، والعرب قد تضع الفاعل والمفعول موضع المصدر ، كقوله - تعالى - : { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } أى : لغو . . .

أى : ليس لقيام القيامة كذب ولا تخلف ، بل هى واقعة يقينا . .

أو الكاذبة صفة والموصوف محذوف ، أى : ليس لوقعتها حال كاذبة أو نفس كاذبة . . .

وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : { الله لا إله إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلى يَوْمِ القيامة لاَ رَيْبَ فِيهِ . . . } وقوله - سبحانه - : { فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قالوا آمَنَّا بالله وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ }

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (2)

وقوله : { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } أي : ليس لوقوعها إذا أراد الله كونها صارف يصرفها ، ولا دافع يدفعها ، كما قال : { اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ } [ الشورى : 47 ] ، وقال : { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ . لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } [ المعارج : 1 ، 2 ] ، وقال تعالى : { وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } [ الأنعام : 73 ] .

ومعنى { كَاذِبَة } - كما قال محمد بن كعب - : لا بد أن تكون . وقال قتادة : ليس فيها مثنوية ولا ارتداد ولا رجعة .

قال ابن جرير : والكاذبة : مصدر كالعاقبة والعافية .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (2)

وقوله : لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ يقول تعالى : ليس لوقعة الواقعة تكذيب ولا مردودية ولا مثنوية ، والكاذبة في هذا الموضع مصدر ، مثل العاقبة والعافية . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ : أي ليس لها مثنوية ، ولا رجعة ، ولا ارتداد .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ قال : مثنوية .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (2)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ليس لوقعتها} يعني ليس لصيحتها {كاذبة} أنها كائنة ليس لها مشورة ولا ارتداد...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ "يقول تعالى: ليس لوقعة الواقعة تكذيب ولا مردودية ولا مثنوية...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي هي حق، ليست بكذب. وقال بعضهم: أي لا يكذب بها أحد إذا وقعت، ليست كالآيات التي عاينوها في الدنيا مع ما عرفوا أنها آيات كذبوها...يقول تعالى: إذا عاينوا القيامة، يقرون بها، ويصدقونها، ولا يكذبون بها... ويحتمل أن يكون: {ليس لوقعتها كاذبة} أي ليست الأنباء والأخبار التي جاءت على وقوعها وقيامها كاذبة، بل هي صادقة.

جهود الإمام الغزالي في التفسير 505 هـ :

أي جف القلم بما هو كائن، وتمت السابقة حتى نزلت الواقعة: إما خافضة قوما كانوا مرفوعين في الدنيا، وإما رافعة قوما كانوا مخفوضين في الدنيا. (الإحياء: 4/178)...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{ليس لوقعتها} إشارة إلى أنها تقع دفعة واحدة فالوقعة للمرة الواحدة.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

{لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} أي: ليس لوقوعها إذا أراد الله كونها صارف يصرفها، ولا دافع يدفعها...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ليس لوقعتها} أي تحقق وجودها {كاذبة} أي كذب فهي مصدر عبر عنه باسم الفاعل للمبالغة بأنه ليس في أحوالها شيء يمكن أن ينسب إليه كذب ولا يمشي فيها كذب أصلاً ولا يقر عليه، بل كل ما أخبر بمجيئه جاء من غير أن يرده شيء، وكل ما أخبر بنفيه انتفى فلا يأتي به شيء،...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هذا الأسلوب الخاص يتناسب مع الصورة المروعة المفزعة التي يرسمها هذا المطلع بذاته. فالواقعة بمعناها وبجرس اللفظ ذاته -بما فيه من مد ثم سكون- تلقى في الحس كأنما هي ثقل ضخم ينقض من عل ثم يستقر، لغير ما زحزحة بعد ذلك ولا زوال! (ليس لوقعتها كاذبة)...

.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{ليس لوقعتها كاذبة}...

والواقعة أصلها: الحادثة التي وقعت، أي حصلت، يقال: وقع أمر، أي حصل كما يقال: صِدْق الخبرِ مطابقتُه للواقع، أي كون المعنى المفهوم منه موافقاً لمسمى ذلك المعنى في الوجود الحاصل أو المتوقع على حسب ذلك المعنى، ومن ذلك حادثة الحرب يقال: واقعة ذي قار، وواقعة القادسية. فراعوا في تأنيثها معنى الحادث أو الكائنة أو الساعة...وقريب منه قولهم: دارت عليه الدائرة، قال تعالى: {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة} [المائدة: 52] وقال: {عليهم دائرةُ السَّوْء} [التوبة: 98]. و {كاذبة} يجوز أن يكون اسم فاعل من كذب المجرد، جرى على التأنيث للدلالة على أنه وصف لمحذوف مؤنث اللفظ. وتقديره هنا نفس، أي تنتفي كل نفس كاذبة.