فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (2)

{ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } أي لا يكون عند وقوعها تكذيب ، والكاذبة مصدر كالعاقبة : أي ليس لمجيئها وظهورها كذب أصلاً ، وقيل : إذا شرطية ، وجوابها مقدّر : أي إذا وقعت كان كيت وكيت ، والجواب هذا هو العامل فيها ، وقيل : إنها شرطية ، والعامل فيها الفعل الذي بعدها ، واختار هذا أبو حيان ، وقد سبقه إلى هذا مكيّ فقال : والعامل وقعت . قال المفسرون : والواقعة هنا : هي النفخة الآخرة ، ومعنى الآية : أنها إذا وقعت النفخة الآخرة عند البعث لم يكن هناك تكذيب بها أصلاً ، أو لا يكون هناك نفس تكذب على الله ، وتكذب بما أخبر عنه من أمور الآخرة . قال الزجاج : ليس لوقعتها كاذبة : أي لا يردّها شيء ، وبه قال الحسن وقتادة . وقال الثوري : ليس لوقعتها أحد يكذب بها . وقال الكسائي : ليس لها تكذيب : أي لا ينبغي أن يكذب بها أحد .

/خ26