غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَيۡسَ لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (2)

1

واللام في { لوقعتها } للوقت أي لا يكون حين تقع نفس تكذب على الله لأن الإيمان حينئذ بما هو غائب الآن ضروري إلا أنه غير نافع لأنه إيمان اليأس . ويجوز أن يراد ليس لها وقتئذ نفس تكذبها وتقول لها لم تكوني لأن إنكار المحسوس غير معقول . وجوز جار الله أن يكون من قولهم " كذبت فلاناً نفسه في الخطب العظيم " إذا شجعته على مباشرته . وقالت له : إنك تطيقه . فيكون المراد أن القيامة واقعة لا تطاق شدة وفظاعة وأن الأنفس حينئذ تحدث صاحبها بما تحدثه به عند عظائم الأمور . وقيل : هي مصدر كالعافية فيؤل المعنى إلى الأول . وقال في الكشاف : هو بمعنى التكذيب من قولهم " حمل على قرنه فما كذب " أي فما جبن وما تثبط ، وحقيقته فما كذب نفسه فيما حدثته به من طاقته له . والحال من هذا التوجيه أنها إذا وقعت لم تكن لها رجعة ولا ارتداد .

/خ95