ثم فصل - سبحانه - أحوال الناس فى هذا اليوم فقال : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } .
قال الشوكانى : الجملة مستأنفة من كون ثَمَّ وجوه فى ذلك اليوم متصفة بهذهالصفة المذكورة ، و " وجوه " مرتفع على الابتداء - وإن كانت نكرة مرتفع على الابتداء - وإن كانت نكرة - لوقوعه فى مقام التفصيل . . والتنوين فى " يومئذ " عوض عن المضاف إليه . أى : يوم غشيان الغاشية .
والخاشعة : الذليلة الخاضعة ، وكل متضائل ساكن يقال له خاشع . .
والمراد بالوجوه : أصحابها ، من باب التعبير عن الكل بالبعض ، وخصت الوجوه بالذكر ، لأنها أشرف أعضاء الإِنسان ، ولأنها هى التى تظهر عليها الآثار المختلفة من حزن أو فرح . أى : وجوه فى يوم قيام الساعة ، تكون خاشعة ذليلة ، تبدو عليها آثار الهوان والانتكاس والخزى ، كما قال - تعالى - : { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذل . . . }
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم أخبر عن حالهم ، فقال : { وجوه يومئذ خاشعة } يعني ذليلة...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله : "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ" يقول تعالى ذكره : وجوه يومئذٍ ، وهي وجوه أهل الكفر به . خاشعة : يقول : ذليلة .
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
وإنما خص الوجه بالذكر لأن الحزن والسرور إذا استحكما في القلب أثرا في الوجه ، فيكون في ذكر الوجه وصف الغاية التي هم عليها من الذل . ...
لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن 741 هـ :
والمراد بالوجوه أصحابها فعبر بالجزء عن الكل ، ولأن الوجه أشرف أعضاء الإنسان ، فعبر به عنه . ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ وجوه } أي كثيرة جداً كائنة { يومئذ } أي إذ تغشى الناس { خاشعة } أي ذليلة مخبتة من الخجل والفضيحة والخوف والحسرة التي لا تنفع في مثل هذا الوقت ...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
فهناك : يومئذ وجوه خاشعة ذليلة متعبة مرهقة ؛ عملت ونصبت فلم تحمد العمل ولم ترض العاقبة ، ولم تجد إلا الوبال والخسارة ، فزادت مضضا وإرهاقا وتعبا . ...
تلك الوجوه التي أبت أن تخشع لله عز وجل خشوعاً اختيارياً، هي الآن خاشعة اضطراراً.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.