اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ} (2)

قوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ } . قد تقدَّم نظيره في سورة «القيامةِ » ، وفي «النازعات » ، والتنوين في «يومئذ » ؛ عوض من جملة ، مدلول عليها باسم الفاعل من «الغاشية » ، تقديره : يومئذ غشيت الناس ؛ إذ لا تتقدم جملة مصرح بها ، و «خاشعة » وما بعدها صفة .

فصل في تفسير الآية

قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : لم يكن أتاه حديثهم ، فأخبره عنهم ، فقال تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ } أي : يوم القيامة ، { خَاشِعَةٌ }{[59948]} .

قال سفيان : أي : ذليلةٌ بالعذاب ، وكل متضائل ساكن خاشع{[59949]} .

يقال : خشع في صلاته إذا تذلل ونكس رأسه ، وخشع الصوت : إذا خفي ، قال تعالى : { وَخَشَعَتِ الأصوات للرحمن } [ طه : 108 ] .

[ والمراد بالوجوه أصحاب الوجوه .

قال قتادة وابن زيد : خاشعة أي في النار ، والمراد بالوجوه وجوه الكفار كلهم قاله يحيى بن سلام{[59950]} . وقال ابن عباس : أراد وجوه اليهود والنصارى{[59951]} ]{[59952]} .


[59948]:ينظر المصدر السابق.
[59949]:ينظر المصدر السابق ومثله عن قتادة أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/551) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/572) وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
[59950]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/257) والقرطبي في "تفسيره" (20/19).
[59951]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/573) وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
[59952]:سقط من: ب.