إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ} (2)

وقولُه تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشعة } إلى قولِه تعالى : { مَبْثُوثَةٌ } [ سورة الغاشية ، الآية 16 ] استئنافٌ وقعَ جواباً عن سؤالٍ من الاستفهام التشويقيِّ كأنَّه قيلَ من جهتِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : «ما أتانِي حديثُها ، فما هو ؟ » فقيلَ : وجوهٌ يومئذٍ ، أيْ يومَ إذْ غشيتْ ذليلةٌ ، قالَ ابنُ عباسٍ رضيَ الله عنهُمَا : لم يكنْ أتاهُ عليه الصَّلاة والسَّلامُ حديثُها فأخبرَهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عنهَا فقالَ : وجوهٌ الخ ، فوجوهٌ مبتدأٌ ولا بأسَ بتنكيرِها لأنَّها في موقعِ التنويعِ ، وخاشعةٌ خبرُهُ .