فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ} (2)

وجملة { وجوه يومئذ خاشعة } مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل ما هو أو مستأنفة استئنافا نحويا لبيان ما تضمنته من كون ثم وجوه في ذلك اليوم متصفة بهذه الصفات المذكور ، ووجوه مرتفع على الابتداء ، وإن كان نكرة لوقوعه في مقام التفصيل ، وقد تقدم مثل هذا في سورة القيامة وفي سورة النازعات .

والتنوين في يومئذ عوض عن المضاف إليه أي يوم غشيان الغاشية ، والخاشعة الذليلة الخاضعة وكل متضائل ساكن يقال له خاشع ، يقال خشع الصوت إذا خفي ، وخشع في صلاته إذا تذلل ونكس رأسه ، والمراد بالوجوه هنا أصحابها قال المحلي عبر بها عن الدوات في الموضعين أي بالجزء عن الكل ، وخص الوجه لأنه أشرف أعضاء الإنسان ولأن الذل يظهر عليه أولا دون غيره ، قال مقاتل يعني الكفار لأنهم تكبروا عن عبادة الله ، قال قتادة وابن زيد خاشعة في النار .

وقيل أراد وجوه اليهود والنصارى على الخصوص ، والأول أولى ، وفي البحر : الآية نزلت في القسيسين وعباد الأوثان ، وفي كل مجتهد في كفر .