تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي  
{فَأَعۡرِضۡ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكۡرِنَا وَلَمۡ يُرِدۡ إِلَّا ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا} (29)

ولما كان هذا دأب هؤلاء المذكورين{[899]} أنهم  لا غرض لهم في اتباع الحق ، وإنما غرضهم ومقصودهم ، ما تهواه نفوسهم ، أمر الله رسوله بالإعراض عمن تولى عن ذكره ، الذي هو الذكر الحكيم ، والقرآن العظيم ، والنبأ الكريم ، فأعرض عن العلوم النافعة ، ولم يرد إلا الحياة الدنيا ، فهذا منتهى إرادته ، ومن المعلوم أن العبد لا يعمل إلا للشيء الذي يريده ،

فسعيهم مقصور على الدنيا ولذاتها وشهواتها ، كيف حصلت حصلوها ، وبأي : طريق سنحت ابتدروها .


[899]:- كذا في ب، وفي أ: أنه.