محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأَعۡرِضۡ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكۡرِنَا وَلَمۡ يُرِدۡ إِلَّا ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا} (29)

{ فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا } أي من هؤلاء الكفرة الذين يرون غاية سعادتهم التنعم بلذائذها ، لقصر نظرهم على المحسوسات . والمراد من ( الإعراض ) هجرهم هجرا جميلا ، وترك إيذائهم . وقول الزمخشري : أي أعرض عن دعوة من رأيته معرضا عن ذكر الله . . . الخ- لا يصح . لأن الصدع بالحق لا تسامح فيه ، لا سيما والدعوة للمعرضين ، وهي تستلزم أن يحاجوا به بمنتهى الطاقة لقوله تعالى :{[6839]} { وجاهدهم به جهادا كبيرا } وإنما معنى الآية : فاصفح عنهم ودع أذاهم ، في مقابلة ما يجهلون به عليك ، كما بين ذلك في مواضع من التنزيل ، والقرآن يفسر بعضه بعضا .


[6839]:[25/ الفرقان/ 52].