فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَعۡرِضۡ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكۡرِنَا وَلَمۡ يُرِدۡ إِلَّا ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا} (29)

{ فأعرض عمن تولى } أي أعرض { عن ذكرنا } المراد بالذكر هنا القرآن ، أو ذكر الآخرة أو ذكر الله على العموم ، وقيل : المراد به هنا الإيمان والمعنى اترك مجادلتهم فقد بلغت إليهم ما أمرت به ، وليس عليك إلا البلاغ وهذا منسوخ بآية السيف ، قال الرازي : وأكثر المفسرين يقولون : إن كل ما في القرآن من قوله فأعرض منسوخ بآية القتال وهو باطل لأن الأمر بالإعراض موافق لآية القتال ، فكيف ينسخ بها والإعراض عن المناظرة شرط لجواز المقاتلة { ولم يرد إلا الحياة الدنيا } أي لم يرد سواها ولا طلب غيرها ، بل قصر نظره عليها فإنه غير متأهل للخير ، ولا مستحق للإعتناء بشأنه