البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَأَعۡرِضۡ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكۡرِنَا وَلَمۡ يُرِدۡ إِلَّا ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا} (29)

{ فأعرض عن من تولى عن ذكرنا } ، موادعة منسوخة بآية السيف .

{ ولم يرد إلا الحياة الدنيا } : أي لم تتعلق إرادته بغيرها ، فليس له فكر في سواها ، كالنضر بن الحارث والوليد بن المغيرة .

والذكر هنا : القرآن ، أو الإيمان ، أو الرسول صلى الله عليه وسلم ، أقوال .

{ عن من تولى عن ذكرنا } : هو سبب الأعراض ، لأن من لا يصغي إلى قول ، كيف يفهم معناه ؟ فأمر صلى الله عليه وسلم بالإعراض عن من هذه حاله ، ثم ذكر سبب التولي عن الذكر ، وهو حصر إرادته في الحياة الدنيا .

فالتولي عن الذكر سبب للإعراض عنهم ، وإيثار الدنيا سبب التولي عن الذكر ، وذلك إشارة إلى تعلقهم بالدنيا وتحصيلها .