فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (19)

ثم وصف هؤلاء الظالمين الذين لعنوا بأنهم { الذين يصدون عن سبيل الله } أي يمنعون من قدروا على منعه عن دين الله والدخول فيه ، وقال السدي عن محمد صدت قريش عنه الناس .

{ ويبغونها عوجا } أي يصفونها بالاعوجاج تنفيرا للناس عنها أو يبغون أهلها أن يكونوا معوجين بالخروج عنها إلى الكفر يقال بغيتك شرا أي طلبته لك . وقال أبو مالك : يعني يرجون بمكة غير الإسلام دينا .

{ وهم } أي والحال أنهم هم بالآخرة { كافرون } أي غير مصدقين فكيف يصدون الناس عن طريق الحق وهم على الباطل البحث ، وتكرير الضمير لتأكيد كفرهم واختصاصهم به ، حتى كأن كفر غيرهم غير معتد به بالنسبة إلى عظيم كفرهم .