السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (19)

ثم وصفهم بالصفة الخامسة بقوله تعالى : { الذين يصدّون عن سبيل الله } أي : دينه ، ثم وصفهم بالصفة السادسة بقوله تعالى : { ويبغونها } أي : يطلبون السبيل { عوجاً } أي : معوجة ، أي : كأنهم ظلموا أنفسهم بالتزام الكفر والضلال فقد أضافوا إليه المنع من الدين الحق وإلقاء الشبهات وتعويج الدلائل المستقيمة ؛ لأنه لا يقال في العامّي : إنه يبغي عوجاً ، وإنما يقال ذلك فيمن يعرف كيف الاستقامة ، وكيفية العوج بسبب إلقاء الشبهات وتقرير الضلالات ، ثم وصفهم بالصفة السابعة بقوله تعالى : { وهم } أي : والحال أنهم { بالآخرة هم كافرون } وتكرير لفظ هم لتأكيد كفرهم وتوغلهم فيه .