فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (19)

ثم وصف هؤلاء الظالمين الذين لعنوا بأنهم { الذين يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ الله } أي : يمنعون من قدروا على منعه عن دين الله والدخول فيه { وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا } أي : يصفونها بالاعوجاج تنفيراً للناس عنها ، أو يبغون أهلها أن يكونوا معوجين بالخروج عنها إلى الكفر ، يقال بغيتك شرّاً : أي طلبته لك { و }الحال أن{ هم بالآخرة هُمْ كافرون } أي : يصفونها بالعوج ، والحال أنهم بالآخرة غير مصدّقين ، فكيف يصدّون الناس عن طريق الحق ، وهم على الباطل البحت ؟ وتكرير الضمير لتأكيد كفرهم واختصاصهم به ، حتى كأن كفر غيرهم غير معتدّ به بالنسبة إلى عظيم كفرهم .

/خ24