تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (19)

وقوله تعالى : ( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) يصدون يحتمل وجهين : [ يحتمل أن يعرضوا ][ في الأصل : إذا عرضوا ، في م : أن عرضوا ] هم بأنفسهم عن دين الله ، ويحتمل صرف الناس عن دين الله . لكنه يتبين ذلك بالمصدر أنه أراد ذا أو ذا ؛ يقال في الإعراض بنفسه : صد يصد صدودا كقوله ( يصدون عنك صدودا )[ النساء : 61 ] ، ويقال في صرف غيره : صد يصد صدا .

وقوله تعالى : ( الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) قال بعضهم : بغى[ في الأصل وم : بغاة ] على دين الله بالجور ، وقال بعضهم : يبغون من النساء : الميل عن دين الله إلى دينهم ، فذلك هو بغي . العوج كل سبيل غير سبيل [ الله ][ ساقطة من الأصل وم ] فهو عوج وبغي ؛ كأنه قال : يبغون سبيلا عن سبيل الله ( يصدون عنك صدودا ) في الدنيا .