إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبۡغُونَهَا عِوَجٗا وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (19)

{ الذين يَصُدُّونَ } أي كلَّ من يقدِرون على صدّه أو يفعلون الصد { عَن سَبِيلِ الله } عن دينه القويمِ { وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا } انحرافاً أي يصفونها بذلك وهي أبعدُ شيءٍ منه أو يبغون أهلَها أن ينحرفوا عنها يقال : بغَيتك خيراً أو شراً أي طلبتُ لك ، وهذا شاملٌ لتكذيبهم بالقرآن وقولِهم إنه ليس من عند الله { وَهُمْ بالآخرة هُمْ كافرون } أي يصِفونها بالعِوَج والحالُ أنهم كافرون بها لا أنهم يؤمنون بها ويزعُمون أن لها سبيلاً سوياً يهدون الناسَ إليه ، وتكريرُ الضمير لتأكيد كفرِهم واختصاصِهم به كأن كفرَ غيرِهم ليس بشيء عند كفرهم .