فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (109)

{ لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ ( 109 ) }

{ لاَ جَرَمَ } ، قد تقدم تحقيق الكلام في معناها ، أي : حقا ، { أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرونَ } ، أي : الكاملون في الخسران ، البالغون غاية منه ليس فوقها غاية ، لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم ، والموجب لخسرانهم أن الله وصفهم بست صفات تقدمت :

الأولى : أنهم استوجبوا غضب الله .

الثانية : أنهم استحقوا عذابه العظيم .

الثالثة : أنهم استحبوا الحياة الدنيا .

الرابعة : أنهم حرمهم الله من الهداية .

الخامسة : أنه طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم .

السادسة : أنه جعلهم من الغافلين .