فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَٰرِهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡغَٰفِلُونَ} (108)

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ( 108 ) } .

ثم وصفهم بقوله : { أُولَئِكَ } ، الموصوفون بما ذكر من الأوصاف القبيحة ، { الَّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } ، فلم يفهموا المواعظ ، ولا سمعوها ، ولا أبصروا الآيات التي يستدل بها على الحق ، وقد سبق تحقيق الطبع في أول البقرة ، ثم أثبت لهم صفة نقص غير الصفة المتقدمة فقال : { وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ } ، عما يراد بهم من العذاب في الآخرة ، وضمير الفصل يفيد أنهم متناهون في الغفلة ؛ إذ لا غفلة أعظم من غفلتهم هذه .