{ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ } الاستفهام للإنكار التوبيخي ، أي لا تظنوا ولا ينبغي لكم أن تعتقدوا أنكم تتركون في الدنيا متقلبين في هذه النعم ، التي أعطاكم الله ، آمنين من الموت أو العذاب ، باقين في الدنيا . ولما أبهم النعم في هذا فسرها بقوله :
{ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ } ذكر النخل مع دخوله تحت الجنات لفضله على سائر الأشجار ، أو لأن المراد بها غيره من الأشجار ، وكثيرا ما يذكرون الشيء الواحد بلفظ يعمه وغيره كما يذكرون النعم ولا يقصدون إلا الإبل ، وهكذا يذكرون الجنة ولا يريدون إلا النخل . وهو اسم جمع ، الواحدة نخلة ، وكل اسم جمع كذلك يؤنث ويذكر ، وأما النخيل بالياء فمؤنثه اتفاقا .
{ طَلْعُهَا هَضِيمٌ } أول ما يطلع من الثمر ، وبعده يسمى خلالا ، ثم بلحا ، ثم بسرا ثم رطبا ثم ثمرا ، وفي البيضاوي : هو ما يطلع منها كنصل السيف ، في جوفه شماريخ القنو . انتهى .
وهذا التشبيه من حيث الهيئة والشكل ، و الهضيم هو النضيج ، الرخص اللين اللطيف ، أو متدل متكسر من كثرة الحمل وقيل ما لم يخرج من كفراه لدخول بعضه في بعض . وحكى الماوردي في معنى هضيم اثني عشر قولا أحسنها وأوفقها باللغة ما ذكرناه ، وعن ابن عباس قال هضيم معشب ، وعنه قال أينع وبلغ ، وعنه قال أرطب واسترخى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.