فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ هَٰذِهِۦ نَاقَةٞ لَّهَا شِرۡبٞ وَلَكُمۡ شِرۡبُ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ} (155)

{ قَالَ } صالح : { هَذِهِ نَاقَةٌ } أشار إليها بعدما أخرجهما الله من الصخرة بدعائه كما اقترحوها قال أبو موسى الأشعري : رأيت مبركها فإذا هو ستون ذراعا في ستين ذراعا ثم وصاهم صالح بأمرين :

الأول : { لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } أي لها نصيب من الماء ، ولكم نصيب منه معلوم . ليس لكم أن تشربوا في اليوم الذي هو نصيبها ، ولا هي تشرب في اليوم الذي هو نصيبكم ، وهذا دليل على جواز المهيأة ، قال الفراء الشرب الحظ من الماء قال النحاس فأما المصدر فيقال فيه شرب شربا وشربا ، وأكثرها المضموم ، والشرب بفتح الشين جمع شارب ، والمراد هنا الشرب بالكسر ، وبه قرأ الجمهور فيهما ، وقرئ بالضم فيهما .

والأمر الثاني : { وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ } أي بعقر أو ضرب أو شيء مما يسوءها وجواب النهي { فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ } لحلول العذاب فيه ، ووصف اليوم به أبلغ من وصف العذاب ، لأن الوقت إذا عظم بسببه كان موقعه من العظم أشد .