فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَصَابَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْۚ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡ هَـٰٓؤُلَآءِ سَيُصِيبُهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ} (51)

{ فأصابهم سَيّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } أي جزاء سيئات كسبهم ، أو أصابهم سيئات هي جزاء كسبهم ، وسمي الجزاء سيئات لوقوعها في مقابلة سيئاتهم ، فيكون ذلك من باب المشاكلة كقوله : { وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا } [ الشورى : 40 ] . ثم أوعد سبحانه الكفار في عصره ، فقال : { والذين ظَلَمُواْ مِنْ هَؤُلاَء } الموجودين من الكفار { سَيُصِيبُهُمْ سَيّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } كما أصاب من قبلهم ، وقد أصابهم في الدنيا ما أصابهم من القحط ، والقتل ، والأسر ، والقهر { وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } أي : بفائتين على الله بل مرجعهم إليه يصنع بهم ما شاء من العقوبة .