الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِي بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ} (20)

19

وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي ، أنه قرأ قوله { قطعت لهم ثياب من نار } قال : سبحان من قطع من النار ثياباً .

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال : كسي أهل النار والعري كان خيراً لهم ، وأعطوا الحياة والموت كان خيراً لهم .

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وصححه ، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه ، عن أبي هريرة أنه تلا هذه الآية فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

«إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة ، حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدمه وهو الصهر ، ثم يعاد كما كان » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : يأتيه الملك يحمل الإناء بكليتين من حرارته ، فإذا أدناه من وجهه يكرهه فيرفع مقمعة معه فيضرب بها رأسه فيفدغ دماغه ، ثم يفرغ الإناء من دماغه فيصل إلى جوفه من دماغه . فذلك قوله { يصهر به ما في بطونهم والجلود } .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية ، عن سعيد ابن جبير قال : إذا جاء أهل النار في النار استغاثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها فاختنست جلود وجوههم ، فلو أن ماراً يمر بهم يعرفهم لعرف جلود وجوههم بها ، ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل ، وهو الذي قد سقطت عنه الجلود و{ يصهر به ما في بطونهم } يمشون وأمعاؤهم تساقط وجلودهم ، ثم يضربون بمقامع من حديد فيسقط كل عضو على حياله يدعون بالويل والثبور .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { يصهر به ما في بطونهم والجلود } قال : يمشون وأمعاؤهم تساقط وجلودهم . وفي قوله { ولهم مقامع من حديد } قال : يضربون بها فيقع كل عضو على حياله .

وأخرج ابن الأنباري والطستي في مسائله ، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { يصهر } قال : يذاب { ما في بطونهم } إذا شربوا الحميم . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر :

سخنت صهارته فظل عثانه *** في شيطل كعب به تتردد

وظل مرتثياً للشمس تصهره *** حتى إذا الشمس قامت جانباً عدلاً

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { يصهر به ما في بطونهم والجلود } قال : يسقون ماء إذا دخل بطونهم أذابها والجلود مع البطون .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { يصهر به ما في بطونهم } قال : يذاب إذابة .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك مثله .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة { يصهر به } قال : يذاب .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله { يصهر به } قال : يذاب كما يذاب الشحم .