الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِي بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ} (20)

" يصهر " يذاب . " به ما في بطونهم " والصهر إذابة الشحم . والصهارة ما ذاب منه ، يقال : صهرت الشيء فانصهر ، أي أذبته فذاب ، فهو صهير . قال ابن أحمر يصف فرخ قطاة :

تَرْوِي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ *** تَصهره الشمسُ فما يَنْصَهِرْ{[11453]}

أي تذيبه الشمس فيصبر على ذلك . " والجلود " أي وتحرق الجلود ، أو تشوى الجلود ، فإن الجلود لا تذاب ، ولكن يضم في كل شيء ما يليق به ، فهو كما تقول : أتيته فأطعمني ثريدا ، إي والله ولبنا قارصا{[11454]} ، أي وسقاني لبنا . وقال الشاعر :

علفتُها تِبْنًا وماءً باردا


[11453]:تروى تسوق إليه الماء، أي تصير له كالرواية. واللقى (بالفتح): الشيء الملقى لهوانه. والصفصف : المستوى من الأرض.
[11454]:القارص: الحامض من ألبان الإبل خاصة. وقيل: القارص اللبن الذي يحذي اللسان، ولم يخصص.