البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِي بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ} (20)

ولما ذكر ما يعذب به الجسد ظاهره وما يصب على الرأس ذكر ما يصل إلى باطن المعذب وهو الحميم الذي يذيب ما في البطن من الحشا ويصل ذلك الذوب إلى الظاهر وهو الجلد فيؤثر في الظاهر تأثيره في الباطن كما قال تعالى { فقطع أمعاءهم } وقرأ الحسن وفرقة { يصهر } بفتح الصاد وتشديد الهاء .

وفي الحديث : « إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيسلب ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ثم يعاد كما كان » والظاهر عطف { والجلود } على { ما } من قوله { يصهر به ما في بطونهم } وأن { الجلود } تذاب كما تذاب الأحشاء .

وقيل : التقدير وتخرق { الجلود } لأن الجلود لا تذاب إنما تجتمع على النار وتنكمش وهذا كقوله :

علفتها تبناً وماء بارداً . . .

أي وسقيتها ماء .

والظاهر أن الضمير في { ولهم } عائد على الكفار ، واللام للاستحقاق .

وقيل : بمعنى على أي وعليهم كقوله { ولهم اللعنة } أي وعليهم .