الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِي بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ} (20)

قوله : { يُصْهَرُ } جملةٌ حاليةٌ من الحميم . والصَّهْرُ : الإِذابَةُ . يُقال : صَهَرْتُ الشحم أي : أَذَبْتُه والصُّهارة : الأَلْيَةُ المُذابة ، وصَهَرَتْهُ الشمسُ : أذابَتْه بحرارتها قال :

3377 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** تَصْهَرُه الشمسُ فما يَنْصَهِرْ

وسُمِّي الصِّهْرُ صِهْراً لامتزاجِه بأصهاره تخيُّلاً لشدةِ المخالطة . وقرأ الحسن في آخرين " يُصَهَّرُ " بفتحِ الصادِ وتشديدِ الهاء مبالغةً وتكثيراً لذلك .

قوله : { وَالْجُلُودُ } فيه وجهان ، أظهرُهما : عَطْفُه على " ما " الموصولة أي : يُذابُ الذي في بطونِهم من الأمعاءِ ، وتُذاب أيضاً الجلودُ أي : يُذاب ظاهرُهم وباطنُهم ، . والثاني : أنه مرفوعٌ بفعلٍ مقدَّرٍ أي : وتُحْرَقُ الجلودُ . قالوا : لأن الجلدَ لا يُذابُ ، إنما يَنْقَبِضُ وينكمشُ إذا صَلِي النارَ وهو في التقدير كقوله :عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارداً *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

[ وقوله ] .

3379 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** وزَجَّجْنَ الحواجبَ والعيونا

[ وقولِه تعالى ] :

{ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ } [ الحشر : 9 ] . فإنه على تقديرِ : وسَقَيْتُها ماءً ، وكَحَّلُنَ العُيونا ، واعتقدوا الإِيمانَ .