فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِي بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ} (20)

{ يُصْهَرُ بِهِ } أي يذاب بالحميم { مَا فِي بُطُونِهِمْ } .

قال ابن عباس : تسيل أمعاؤهم { وَالْجُلُودُ } قال ابن عباس : يتناثر جلودهم ، وعن أبي هريرة أنه تلا هذه الآية فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ، ثم يعاد كما كان " أخرجه الترمذي{[1228]} والحاكم وصححاه وابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهم .

وعن ابن عباس قال : يمشون وأمعاؤهم تتساقط وجلودهم ، وعنه قال : يسقون ماء إذا دخل في بطونهم أذابها والجلود مع البطون ، والصهر الإذابة والصهارة ما ذاب منه ، يقال صهرت الشيء فانصهر أي أذبته فذاب فهو صهير ، والمعنى أنه بذلك الحميم ما في بطونهم من الأمعاء والإحشاء ويصهر به الجلود .

وقيل إن الجلود لا تذاب بل تحرق فيقدر فعل يناسب ذلك . ويقال وتحرق به الجلود ولا يخفى أنه لا ملجئ لهذا ، فإن الحميم إذا كان يذيب ما في البطون فإذابته للجلد الظاهر بالأولى .


[1228]:المستدرك كتاب التفسير 2/387.