الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِي بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ} (20)

ومعنى يصهر : يذاب ما في بطونهم من الشحوم ، وتشوى جلودهم فتتساقط .

قال مجاهد وقتادة{[46749]} : يصهر : يذاب{[46750]} .

قال ابن عباس{[46751]} : يسقون ماء إذا دخل في بطونهم أذابها والجلود مع البطون .

وقال ابن جبير{[46752]} : إذا جاع أهل النار ، يعني إذ جاعوا واستغاثوا بشجر الزقوم ، فيأكلون منها ، فاختلعت جلود وجوههم . فلو أن مارا مر بهم يعرفهم ، لعرف جلود وجوههم فيها . ثم يصب عليهم العطش ، فيستغيثون فيغاثون{[46753]} بماء كالمهل ، وهو الذي انتهى حره ، فإذا أدنوه من أفواههم انشوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود ، ( ويصهر به ما في بطونهم ) ، أي : يذاب . يمشون في أمعائهم ، وتسقط{[46754]} جلودهم ثم يضربون بمقامع من حديد ، يسقط كل عضو على حياله ، يدعون بالوبل والثبور ، نعوذ بالله من ذلك .

وقال عبد الله بن السري{[46755]} : يأتيه الملك بالإناء يحمله بكلبتين ، فإذا أدناه إليه يكرهه ، فيرفع الملك بقمعة ، فيضرب بها رأسه ، فيفلق بها دماغه ، فيكفي الإناء في دماغه ، فيصير إلى جوفه . فذلك قوله : { يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد } .


[46749]:انظر: زاد المسير 5/417، والدرالمنثور 4/350.
[46750]:من هنا إلى قوله (تدل على أن الإنسان) في صفحة: 388 سطر: ساقط من ع وزدته من ز.
[46751]:انظر: تفسير ابن كثير 3/212، والدر المنثور 4/350.
[46752]:انظر: جامع البيان 17/135، والدر المنثور 4/349.
[46753]:ز: فيغاثو، والصواب ما أثبتناه.
[46754]:هكذا في ز، وفي الدر المنثور 4/349، (يمشون وأمعائهم تساقط).
[46755]:في ز السدي، وهو تحريف. والصواب ما أثبتناه, وهو عبد الله بن السري الأنطاكي الزاهد أصله من المدائن وتحول إلى أنطاكية فنسب إليها. انظر: ترجمته في تهذيب التهذيب 5/233.