روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{يُصۡهَرُ بِهِۦ مَا فِي بُطُونِهِمۡ وَٱلۡجُلُودُ} (20)

{ يُصْهَرُ بِهِ } أي يذاب { مَا في بُطُونِهِمْ } من الأمعاء والأحشاء .

وأخرج عبد بن حميد . والترمذي وصححه . وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد . وجماعة عن أبي هريرة أنه تلا هذه الآية فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق إلى قدميه وهو الصهر ثم يعاد كما كان " .

وقرأ الحسن . وفرقة { يُصْهَرُ } بفتح الصاد وتشديد الهاء ، والظاهر أن قوله تعالى : { والجلود } عطف على { مَا } وتأخيره عنه قيل إما لمراعاة الفواصل أو للإشعار بغاية شدة الحرارة بإيهام أن تأثيرها في الباطن أقدم من تأثيرها في الظاهر مع أن ملابستها على العكس ، وقيل إن التأثير في الظاهر غني عن البيان وإنما ذكر للإشارة إلى تساويهما ولذا قدم الباطن لأن المقصود الأهم ، وقيل التقدير ويحرق الجلود لأن الجلود لا تذاب وإنما تجتمع على النار وتنكمش ، وفي «البحر » أن هذا من باب

: علفتها تبناً وماءً بارداً *** وقال بعضهم : لا حاجة إلى التزام ذلك فإن أحوال تلك النشأة أمر آخر ، وقيل { يُصْهَرُ } بمعنى ينضج ، وأنشد

: تصهره الشمس ولا ينهصر *** وحينئذٍ لا كلام في نسبته إلى الجلود ، والجملة حال من { الحميم } أو مستأنفة .