الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{صٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ذِي ٱلذِّكۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة " ص "

أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : نزلت سورة " ص " بمكة .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس قال : لما مرض أبو طالب ، دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل فقالوا : إن ابن أخيك يشتم آلهتنا ، ويفعل ويفعل . . . ويقول ويقول . . فلو بعثت إليه فنهيته ، فبعث إليه ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فدخل البيت وبينهم وبين أبي طالب قدر مجلس ، فخشى أبو جهل إن جلس إلى أبي طالب أن يكون أرق عليه ، فوثب فجلس في ذلك المجلس ، فلم يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا قرب عمه ، فجلس عند الباب فقال له أبو طالب : أي ابن أخي ما بال قومك يشكونك ، يزعمون أنك تشتم آلهتهم ، وتقول وتقول . . . قال وأكثروا عليه من القول ، وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا عم إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب ، وتؤدي إليهم العجم الجزية ، ففزعوا لكلمته ولقوله . فقال القوم : كلمة واحدة نعم وأبيك عشرا قالوا : فما هي ؟ قال : لا إله إلا الله فقاموا ، فزعين ينفضون ثيابهم ، وهم يقولون { أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب } فنزلت فيهم{ ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق } إلى قوله{ بل لما يذوقوا عذاب } .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي ، أن ناسا من قريش اجتمعوا ، فيهم أبو جهل بن هشام ، والعاصي بن وائل ، والأسود بن المطلب بن عبد يغوث في نفر من مشيخة قريش . فقال بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى أبي طالب نكلمه فيه ، فلينصفنا منه ، فليكف عن شتم آلهتنا وندعه وآلهة الذي يعبد ، فإننا نخاف أن يموت هذا الشيخ ، فيكون منا شيء ، فتعيرنا العرب يقولون : تركوه حتى إذا مات عمه تناولوه . فبعثوا رجلا منهم يسمى المطلب ، فاستأذن لهم علي بن أبي طالب فقال : هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم يستأذنون عليك قال : أدخلهم . فلما دخلوا عليه قالوا : يا أبا طالب أنت كبيرنا ، وسيدنا ، فأنصفنا من ابن أخيك ، فمره فليكف عن شتم آلهتنا ، وندعه وإلهه ، فبعث إليه أبو طالب ، فلما دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا ابن أخي هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم قد سألوك النصف . أن تكف عن شتم آلهتهم ، ويدعوك وإلهك فقال : أي عم أولا ادعوهم إلى ما هو خير لهم منها ؟ قال : وإلام تدعوهم ؟ قال : أدعوهم إلى أن يتكلموا بكلمة يدين لهم بها العرب ، ويملكون بها العجم فقال أبو جهل من بين القوم : ما هي وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها ؟ قال : تقول لا إله إلا الله . فنفروا وقالوا سلنا غير هذه قال : لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غيرها ، فغضبوا وقاموا من عنده غضابا وقالوا : والله لنشتمنك وإلهك الذي يأمرك بهذا { وانطلق الملأ منهم أن امشوا } إلى قوله { واختلاق } .

أخرج عبد بن حميد عن أبي صالح قال : سئل جابر بن عبد الله وابن عباس رضي الله عنهما عن { ص } فقالا : ما ندري ما هو .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله { ص } قال : حادث القرآن .

وأخرج ابن جرير عن الحسن ْرضي الله عنه في قوله أنه كان يقرأ { ص ، والقرآن } بخفض الدال ، وكان يجعلها من المصاداة يقول عارض القرآن قال عبد الوهاب : أعرضه على عملك فأنظر أين عملك من القرآن .

وأخرج ابن مردويه عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { ص } يقول : إني أنا الله الصادق .

وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله { ص } قال : صدق الله .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال { ص } محمد صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس { ص والقرآن ذي الذكر } قال : نزلت في مجالسهم .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { ص والقرآن ذي الذكر } قال : ذي الشرف .