الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (3)

أخرج أبو الشيخ عن حسان بن عطية قال : إن الإيمان في كتاب الله صار إلى العمل فقال { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون } ثم صيرهم إلى العمل فقال { الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا } .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { أولئك هم المؤمنون حقا } قال : برئوا من الكفر .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس { أولئك هم المؤمنون حقا } قال : خالصا .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { أولئك هم المؤمنون حقا } قال : استحقوا الإيمان بحق فأحقه الله لهم .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن الضريس عن أبي سنان قال : سئل عمرو بن مرة عن قوله { أولئك هم المؤمنون حقا } قال : إنما نزل القرآن بلسان العرب كقولك : فلان سيد حقا وفي القوم سادة ، وفلان شاعر حقا وفي القوم شعراء .

وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق في قوله { أولئك هم المؤمنون حقا } قال : كان قوم يسرون الكفر ويظهرون الإيمان ، وقوم يسرون الإيمان ويظهرونه ، فأراد الله أن يميز بين هؤلاء وهؤلاء فقال { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } حتى انتهى إلى قوله { أولئك المؤمنون حقا } الذين يسرون الإيمان ويظهرونه لا هؤلاء الذين يسرون الكفر ويظهرون الإيمان .