الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (4)

وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن مرة في قوله { أولئك هم المؤمنون حقا } قال : فضل بعضهم على بعض وكل مؤمنون .

وأخرج الطبراني عن الحارث بن مالك الأنصاري . أنه مر برسول الله فقال له " كيف أصبحت يا حارث ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا . قال : انظر ما تقول فإن لكل شيء حقيقة ، فما حقيقة إيمانك فقال : عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي ، وأظمأت نهاري ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها . قال : يا حارث عرفت فالزم ثلاثا " .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { لهم درجات } يعني فضائل ورحمة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { لهم درجات عند ربهم } قال : أعمال رفيعة .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله { لهم درجات } قال : أهل الجنة بعضهم فوق بعض ، فيرى الذي هو فوق فضله على الذي هو أسفل منه ، ولا يرى الذي هو أسفل أنه فضل عليه أحد .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله ومغفرة قال : بترك الذنوب { ورزق كريم } قال الأعمال الصالحة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : إذا سمعت الله يقول { ورزق كريم } فهي الجنة .