نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (3)

ولما وصفهم بالإيمان الحامل على الطاعة والتوكل الجامع لهم الدافع للمانع منها ، قال منتقلاً من{[34520]} عمل الباطن إلى عمل الظاهر مبيناً أن همتهم إنما هي العبادة والمكارم : { الذين يقيمون الصلاة } أي لا يفترون عن تجديد ذلك ؛ ولما كانت صلة بين الخلق والخالق ، أتبعها الوصلة بين الخلائق فقال : { ومما رزقناهم } أي على عظمتنا وهو لنا دونهم { ينفقون* } ولو كانوا مقلين اعتماداً على ما عندنا فالإنفاق وإهانة الدنيا همتهم ، لا الحرص عليها ، فحينئذ{[34521]} يكونون كالذين{[34522]} عند ربك في التحلي بالعبادة والتخلي من الدنيا إعراضاً وزهادة ، وهو تذكير بوصف المتقين المذكور أول الكتاب بقوله : { الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } .


[34520]:زيد من ظ.
[34521]:في ظ: يكون كالذي.
[34522]:في ظ: يكون كالذي.