الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (1)

مقدمة السورة:

مدنية وآياتها خمس وسبعون

أخرج النحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس قال : نزلت سورة الأنفال بالمدينة .

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : نزلت بالمدينة سورة الأنفال .

وأخرج ابن مردويه عن زيد بن ثابت قال : نزلت الأنفال بالمدينة .

وأخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس : سورة الأنفال ؟ قال : نزلت في بدر . وفي لفظ : تلك سورة بدر .

أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال : لما كان يوم بدر قتل أخي عمير ، وقتلت سعيد بن العاصي وأخذت سيفه وكان يسمى ذا الكتيعة ، فأتيت به النبي فقال " اذهب فاطرحه في القبض . فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي ، فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الأنفال . فقال لي رسول الله : اذهب فخذ سيفك " .

وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن سعد قال : قلت : يا رسول الله قد شفاني الله اليوم من المشركين فهب لي هذا السيف ؟ قال : إن هذا السيف لا لك ولا لي ضعه . فوضعته ثم رجعت قلت : عسى يعطى هذا السيف اليوم من لا يبلى بلائي ، إذا رجل يدعوني من ورائي قلت : قد أنزل الله في شيء ؟ قال : كنت سألتني هذا السيف وليس هو لي وإني قد وهب لي فهو لك ، وأنزل الله هذه الآية { يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول } .

وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال : نزلت في أربع آيات . بر الوالدين ، والنفل ، والثلث ، وتحريم الخمر .

وأخرج الطيالسي والبخاري في الأدب المفرد ومسلم والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن سعد بن أبي وقاص قال : " نزلت في أربع آيات من كتاب الله ، كانت أمي حلفت أن لا تأكل ولا تشرب حتى أفارق محمدا صلى الله عليه وسلم : فأنزل الله { إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا } [ لقمان الآية 15 ] ، والثانية أني كنت أخذت سيفا أعجبني فقلت : يا رسول الله هب لي هذا ، فنزلت { يسألونك عن الأنفالْ } ، والثالثة أني مرضت فأتاني رسول الله فقلت : يا رسول الله أني أريد أن أقسم مالي أفأوصي بالنصف ؟ قال : لا . فقلت : الثلث . . . ؟ فسكت فكان الثلث بعده جائزا ، والرابعة أني شربت الخمر مع قوم من الأنصار فضرب رجل منهم أنفي بلحيي جمل ، فأتيت النبي ، فأنزل الله تحريم الخمر " .

وأخرج عبد بن حميد والنحاس وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعد قال : أصاب رسول الله غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف ، فأخذته فأتيت به رسول الله فقلت : نفلني هذا السيف فأنا من عملت . فقال " رده من حيث أخذته فرجعت به حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي ، فرجعت إليه فقلت : أعطنيه . فشد لي صوته وقال : رده من حيث أخذته . فأنزل الله { يسألونك عن الأنفال } " .

وأخرج ابن مردويه عن سعد قال : نفلني النبي يوم بدر سيفا ، ونزل في النفل .

وأخرج الطيالسي وأبو نعيم في المعرفة من طريق مصعب بن سعد عن سعد قال : أصبت سيفا يوم بدر ، فأتيت به النبي فقلت : يا رسول الله نفلنيه ، فقال " ضعه من حيث أخذته ، فنزلت { يسألونك عن الأنفال } وهي قراءة عبد الله هكذا الأنفال " .

وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي أمامة قال : سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال ؟ فقال : فينا أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل فساءت فيه أخلاقنا ، فانتزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسول الله فقسمه رسول الله بين المسلمين عن براءة ، يقول : عن سواء .

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي وابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال " خرجنا مع رسول الله فشهدت معه بدر ، فالتقى الناس فهزم الله العدو ، فانطلقت طائفة في آثارهم منهزمون يقتلون ، وأكبت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه ، وأحدقت طائفة برسول الله لا يصيب العدو منه غرة ، حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم : نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب . وقال الذين خرجوا في طلب العدو : لستم بأحق بها منا ، نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم . وقال الذين أحدقوا برسول الله : لستم بأحق بها منا نحن أحدقنا برسول الله وخفنا أن يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به ، فنزلت { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } فقسمها رسول الله بين المسلمين ، وكان رسول الله إذا أغار في أرض العدو ونفل الربع ، وإذا أقبل راجعا وكل الناس نفل الثلث ، وكان يكره الأنفال ويقول : ليرد قوي المسلمين على ضعيفهم " .

وأخرج إسحق بن راهويه في مسنده وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري قال " بعث رسول الله سرية فنصرها الله وفتح عليها ، فكان من أتاه بشيء نفله من الخمس ، فرجع رجال كانوا يستقدمون ويقتلون ويأسرون ويقتلون وتركوا الغنائم خلفهم فلم ينالوا من الغنائم شيئا . فقالوا : يا رسول الله ما بال رجال منا يستقدمون ويأسرون ، وتخلف رجال لم يصلوا بالقتال فنفلتهم من الغنيمة ؟ فسكت رسول الله ونزل { يسألونك عن الأنفال } الآية . فدعاهم رسول الله فقال : ردوا ما أخذتم واقتسموه بالعدل والسوية فإن الله يأمركم بذلك . قالوا : قد احتسبنا وأكلنا ؟ قال : احتسبوا ذلك " .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده " أن الناس سألوا النبي الغنائم يوم بدر فنزلت { يسألونك عن الأنفال } " .

وأخرج ابن مردويه عن أبيه عن جده قال : لم ينفل النبي صلى الله عليه وسلم بعد إذ أنزلت عليه { يسألونك عن الأنفال } إلا من الخمس ، فإنه نفل يوم خيبر من الخمس .

وأخرج ابن مردويه عن حبيب بن مسلمة الفهري قال : كان رسول الله ينفل الثلث بعد الخمس .

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : لما كان يوم بدر قال النبي صلى الله عليه وسلم " من قتل قتيلا فله كذا وكذا ، ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا . فأما المشيخة فثبتوا تحت الرايات ، وأما الشبان فتسارعوا إلى القتل والغنائم ، فقالت المشيخة للشبان : أشركونا معكم فإنا كنا لكم ردأ ولو كان منكم شيء للجأتم إلينا ، فاختصموا إلى النبي ، فنزلت { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول } فقسم الغنائم بينهم بالسوية " .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس قال : لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قتل قتيلا فله كذا ، ومن جاء بأسير فله كذا . فجاء أبو اليسر بن عمرو الأنصاري بأسيرين ، فقال : يا رسول الله إنك قد وعدتنا . فقام سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله إنك إن أعطيت هؤلاء لم يبق لأصحابك شيء ، وإنه لم يمنعنا من هذا زهادة في الأجر ولا جبن عن العدو ، وإنما قمنا هذا المقام محافظة عليك أن يأتوك من ورائك ، فتشاجروا فنزل القرآن { يسألونك عن الأنفال } وكان أصحاب عبد الله يقرأونها { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فيما تشاجرتم به } فسلموا الغنيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل القرآن ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه ) ( الأنفال الآية 41 ) إلى آخر الآية .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية ، فمكث ضعفاء الناس في العسكر ، فأصاب أهل السرية غنائم ، فقسمها رسول الله بينهم كلهم ، فقال أهل السرية : يقاسمنا هؤلاء الضعفاء وكانوا في العسكر لم يشخصوا معنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وهل تنصرون إلا بضعفائكم ؟ فأنزل الله { يسألونك عن الأنفال } " .

وأخرج ابن مردويه عن عائشة " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انصرف من بدر وقدم المدينة ، أنزل الله عليه سورة الأنفال ، فعاتبه في إحلال غنيمة بدر ، وذلك أن رسول الله قسمها بين أصحابه لما كان بينهم من الحاجة إليها واختلافهم في النفل ، يقول الله { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين } فردها الله على رسوله فقسمها بينهم على السواء ، فكان في ذلك تقوى الله وطاعته ، وطاعة رسوله وصلاح ذات البين " .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد " أنهم سألوا النبي عن الخمس بعد الأربعة الأخماس ؟ فنزلت { يسألونك عن الأنفال } " .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة { يسألونك عن الأنفال } قال : كان هذا يوم بدر .

وأخرج النحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير . أن سعدا ورجلا من الأنصار خرجا يتنفلان ، فوجدا سيفا ملقى فخرا عليه جميعا ، فقال سعد : هو لي . وقال الأنصاري : هو لي . قال : لا أسلمه حتى آتي رسول الله ، فأتياه فقصا عليه القصة ، فقال رسول الله " ليس لك يا سعد ولا للأنصاري ولكنه لي ، فنزلت { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله } يقول : سلما السيف إلى رسول الله ، ثم نسخت هذه الآية فقال ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ) ( الأنفال الآية 41 ) " .

وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنحاس في ناسخه عن ابن عمر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل نجد ، فغنموا إبلا كثيرا فصارت سهمانهم اثني عشر بعيرا ونفلوا بعيرا بعيرا " .

وأخرج ابن عساكر من طريق مكحول عن الحجاج بن سهيل النصري وقيل أن له صحبة قال : لما كان يوم بدر قاتلت طائفة من المسلمين وثبتت طائفة عند رسول الله ، فجاءت الطائفة التي قاتلت بالأسلاب وأشياء أصابوها ، فقسمت الغنيمة بينهم ولم يقسم للطائفة التي لم تقاتل . فقالت الطائفة التي لم تقاتل : اقسموا لنا . فأبت وكان بينهم في ذلك كلام ، فأنزل الله { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } فكان صلاح ذان بينهم أن ردوا الذي كانوا أعطوا ما كانوا أخذوا .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول } قال " الأنفال : المغانم ، كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالصة ليس لأحد منها شيء ، ما أصاب سرايا المسلمين من شيء أتوه به ، فمن حبس منه إبرة أو سلكا فهو غلول . فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم منها شيئأ . فأنزل الله { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال } لي جعلتها لرسولي ليس لكم منه شيء { فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } إلى قوله { إن كنتم مؤمنين } ثم أنزل الله ( واعلموا أنما غنمتم من شيء ) ( الأنفال الآية 41 ) الآية . ثم قسم ذلك الخمس لرسول الله ، ولذي القربى ، واليتامى ، والمساكين ، والمهاجرين في سبيل الله ، وجعل أربعة أخماس الناس فيه سواء . لفرس سهمان ، ولصاحبه سهم ، وللراجل سهم " .

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله { يسألونك عن الأنفال } قال : هي الغنائم ، ثم نسخها ( واعلموا أنما غنمتم من شيء ) ( الأنفال الآية 41 ) الآية .

وأخرج مالك وابن أبي شيبة وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير والنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن القاسم بن محمد قال : سمعت رجلا يسأل ابن عباس عن الأنفال ؟ فقال : الفرس من النفل ، والسلب من النفل ، فأعاد المسألة فقال ابن عباس : ذلك أيضا ، ثم قال الرجل : الأنفال التي قال الله في كتابهما ما هي ؟ فلم يزل يسأله حتى كاد يحرجه ، فقال ابن عباس : هذا مثل صبيغ الذي ضربه عمر . وفي لفظ : فقال : ما أحوجك إلى من يضربك كما فعل عمر بصبيغ العراقي ، وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على عقبيه .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال : الأنفال : المغانم ، أمروا أن يصلحوا ذات بينهم فيها ، فيرد القوي على الضعيف .

وأخرج عبد بن حميد والنحاس وابن المنذر وابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء في قوله { يسألونك عن الأنفال } هو ما شذ من المشركين إلى المسلمين بغير قتال ، من عبد أو دابة أو متاع فذلك للنبي يصنع به ما شاء .

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن محمد بن عمرو قال : أرسلنا إلى سعيد بن المسيب نسأله عن الأنفال ؟ فقال : تسألوني عن الأنفال وأنه لا نفل بعد رسول الله .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن المسيب " أن النبي لم يكن ينفل إلا من الخمس " .

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن المسيب قال : ما كانوا ينفلون إلا الخمس .

وأخرج عبد الرزاق عن ابن المسيب قال : لا نفل في غنائم المسلمين إلا في خمس الخمس .

وأخرج عبد الرزاق عن أنس . أن أميرا من الأمراء أراد أن ينفله قبل أن يخمسه ، فأبى أنس أن يقبله حتى يخمسه .

وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : هي في قراءة ابن مسعود " يسألونك الأنفال " .

وأخرج ابن مردويه من طريق شقيق عن ابن مسعود أنه قرأ { يسألونك عن الأنفال } .

وأخرج أبو الشيخ عن السدي { يسألونك عن الأنفال } قال : الفيء ، ما أصيب من أموال المشركين مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فهو للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله { يسألونك عن الأنفال } قال : ما أصابت السرايا .

وأخرج ابن أبي شيبة والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن مجاهد وعكرمة قالا : كانت الأنفال لله والرسول حتى نسخها آية الخمس ( واعلموا أنما غنمتم من شيء ) ( الأنفال الآية 41 ) الآية .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الأعمش قال : كان أصحاب عبد الله يقرأونها " يسألونك الأنفال " .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله { فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } قال : هذا تحريج من الله على المؤمنين أن يتقوا الله ، وأن يصلحوا ذات بينهم حيث اختلفوا في الأنفال .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله { وأصلحوا ذات بينكم } قال : لا تستبوا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال : كان صلاح ذات بينهم أن ردت الغنائم ، فقسمت بين من ثبت عند رسول الله وبين من قاتل وغنم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله { وأطيعوا الله ورسوله } قال : طاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة .

وأخرج أبو يعلى وأبو الشيخ والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أنس قال " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه ، فقال عمر : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : رجلا جثيا من أمتي بين يدي رب العزة فقال أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من أخي . قال الله : أعط أخاك مظلمته . قال : يا رب لم يبق من حسناتي شيء . قال : يا رب يحمل عني من أوزاري . وفاضت عينا رسول الله بالبكاء ، ثم قال : إن ذلك ليوم عظيم ، يوم تحتاج الناس إلى أن يتحمل عنهم من أوزارهم . فقال الله للطالب : ارفع بصرك فانظر في الجنان ، فرفع رأسه فقال : يا رب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا ؟ ! قال : هذا لمن أعطى الثمن ، قال : يا رب من يملك ثمنه ؟ قال : أنت . قال : بماذا ؟ قال : بعفوك عن أخيك . قال : يا رب قد عفوت عنه . قال : خذ بيد أخيك فأدخله الجنة ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة " .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أم هانئ أخت علي بن أبي طالب قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم " أخبرك أن الله تبارك وتعالى وتقدس يجمع الأولين والآخرين يوم القيامة في صعيد واحد ، فمن يدري أي الطرفين ؟ فقالت : الله ورسوله أعلم . . . !ثم ينادي مناد من تحت العرش يا أهل التوحيد . فيشرئبون ، ثم ينادي : يا أهل التوحيد . ثم ينادي الثالثة إن الله قد عفا عنكم ، فيقوم الناس قد تعلق بعضهم ببعض في ظلامات الدنيا ، ثم ينادي : يا أهل التوحيد يعفو بعضكم عن بعض وعلى الله الثواب " .

وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا أهل التوحيد إن الله قد عفا عنكم ، فليعف بعضكم عن بعض وعلي الثواب " .